التوازن بين الحياة العملية و الحياة العائلية - YOUSEF AL SAFADI

اعلان

test banner

التوازن بين الحياة العملية و الحياة العائلية

الإنسان كائنٌ اجتماعي بالفطرة يميل إلى حياته الاجتماعية والعائلية، ولكن بسبب ظروف المعيشة والحياة العملية الجافة التي تسيطر على مجتمعاتنا غلب الطابع العملي الجاف على الكثيرين، الأمر الذي أدى إلى الخلط بين الحياة الشخصية والعملية؛ وأصبحت مشكلات الإنسان الشخصية تؤثر على حياته العملية مما يؤثر بالسلب على المؤسسات العملية، والتأثير لا يكون فقط في المؤسسات بل إنه يصل إلى الشخص، وقد يدمر حياته، والأمر نفسه يحدث إذا أثرت مشكلات العمل على الإنسان؛ فإن ذلك سيؤدي إلى تدهور حياته الأسرية، وهذا من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشكلات الأسرية، وقد تنهار الأسرة بسبب ذلك نظرًا لانشغال الرجال عن أسرتهم بسبب كثرة أعباء العمل.

بسبب ذلك يجب على كل إنسان يريد النجاح في حياته العملية والأسرية أن يتبع عدة طرق لكي يحقق التوازن بين الحياة العملية والحياة العائلية ومن هذه الطرق:

1-    توظيف وقتك وفقًا لعملك
لابد أن يعلم الإنسان طبيعة يومه فمن يعمل 6 ساعات في اليوم يختلف عن ذلك الذي يعمل 8 ساعات أو يزيد؛ لذلك يجب على الإنسان أن يوظف وقته وفقًا لمواعيد عمله، حتى يستطيع الاستفادة بكل دقيقة في يومه، ولا يجور على وقت أسرته وبيته.

2-    البحث عن عمل قريب من المنزل
لكي يستطيع الإنسان أن يوفر وقتًا لحياته الشخصية عليه أن يوفر كل دقيقة، وأفضل وسيلة لذلك هي أن يبحث عن عمل قريب من بيته لتوفير وقت المواصلات لحياته الشخصية، وحتى يستيطع أن يستمتع بيومه.

3-    التخلص من الضغوط والأعباء
ربما تؤثر ضغوط العمل على الحياة الشخصية، لكن يجب أن يكون الإنسان ذكي، ويتخلص من هذه الضغوط بصورة فورية، ويعلم أنها ضغوط وقتية ستزول ولن تبقى معه، والأفضل ألا يحمل أهله وعائلته تلك الضغوط ليوفروا له الراحة في بيته.

4-    تخصيص يوم الإجازة للخروج مع العائلة
تحتاج الأسرة دائمًا للجلوس مع رب الأسرة؛ للشعور بالأمان والسكينة، وأفضل ما يجمع بينهم هو أيام العطلات؛ لذلك يجب أن يستثمرها الشخص لراحة أهله، والاستماع إليهم، فراحتهم النفسية ستعود عليه بالراحة والهدوء والطمأنينة.

5-    لا تحمل نفسك ما لا تطيق
إذا كان عملك في وقتٍ معين فلا تزيده حتى تستطيع أن تأخذ قسطًا من الراحة لتواصل حياتك بصورة عامة، وحتى لا يؤثر ذلك على وقت عائلتك، حتى تتم الموازنة بصورة سليمة، ولا يؤدي هذا التداخل إلى الجور على أحد الجانبين.

6-    العمل ليس كل شيء
على الإنسان أن يعي جيدًا أن العمل وسيلة لكسب المال وليس غاية في حد ذاته، ولا ينظر إلى مشكلات العمل على أنها نهاية العالم، وأن حياته توقفت عند ذلك؛ مما يؤثر على أسلوبه وعلاقته بعائلته، ويعلم أن عائلته هي ملاذه من أعباء الحياة فعليه ألا يحملها ما لا تطيق؛ حتى ينعم بحياة هادئة وآمنة.

الخلاصة
الأكثر أهمية  من النقاط السابقة أن يكون لدى الإنسان رغبة قوية في الفصل بين حياته العملية وحياته العائلية، وأن يكون منظمًا لوقته وغير فوضوي، فالأمور لابد أن تأتي من دافع قوي حتى تكون واقعًا، والقراءة من أهم ما يشكل عقلية الشخص، فعلى الراغب في إدارة وقته بصورة سليمة عليه أن يقرأ في مجال إدارة الوقت حتى يستطيع أن يحقق النفع من كل دقيقة في يومه، وأن يرضي جميع الأطراف لتكون حياته شبه مثالية، وينقيها من شوائب الحياة العملية الجافة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

test banner